القائمة

سوق العمل المستقل: لماذا يُعد العمل المستقل الحل الأمثل في ظل صعوبة السوق حاليًا؟

هل وظيفتك التالية في سوق العمل المستقل؟ رغم العناوين الرئيسية التي تُشيد بانخفاض معدلات البطالة والطلب القوي على الكفاءات، يُرسل الكثيرون طلبات التوظيف بالعشرات، دون أي رد يُذكر. المقابلات لا تُجدي نفعًا، والرفض لا ينتهي. الفجوة حقيقية، وتدفع المحترفين للتساؤل: لماذا تُعلن العديد من الشركات عن وظائف شاغرة، بينما تُوظف عددًا قليلًا جدًا من الأشخاص؟

لماذا يصعب العثور على وظيفة حاليًا؟

إذا كنتَ واحدًا من بين عدد لا يُحصى من الأشخاص الذين يُكافحون للعثور على عمل في اقتصاد يُفترض أن يكون فيه طلب قوي، فاعلم أنك لستَ وحدك في هذا الإحباط. نعيش في مفارقة سوق العمل… والأسباب مُعقدة.

1. تختلف الفرص باختلاف القطاع

تختلف ظروف العمل في مختلف القطاعات الاقتصادية. بعض المجالات، مثل الرعاية الصحية والتكنولوجيا، تشهد نموًا. لكن قطاعات أخرى تُجمّد التوظيف أو تُطبّق تسريحات، بينما يُواجه أصحاب العمل حالة من عدم اليقين الاقتصادي والاضطراب التكنولوجي الناجم عن الذكاء الاصطناعي.

إذا كنت تبحث عن عمل في قطاع يشهد اضطرابًا، فقد يبدو الحصول على وظيفة مهمةً مُرهقة – تُرسل طلبات التوظيف تلو الأخرى يوميًا، لتواجه الرفض. هذا يُغذّي الحديث عن “ركود في الوظائف الإدارية”، حيث يُكافح المهنيون المؤهلون للعثور على وظائف داخل سوق العمل المستقل في ظل اقتصادٍ مُزدهر.

2. القلق الاقتصادي يُسبب تباطؤًا

تشعر العديد من الشركات بالقلق من التضخم واحتمال حدوث ركود اقتصادي واسع النطاق – حتى تلك الشركات العاملة في قطاعات مزدهرة. هذا يجعل بعض مديري التوظيف يترددون في الالتزام بتوظيف موظفين بدوام كامل قد لا يتمكنون من دعمهم ماليًا خلال ستة أشهر إلى عام.

3. معيار جديد للمهارات

يؤدي هذا الغموض الاقتصادي إلى رغبة في المرونة. تسعى الشركات إلى توظيف أشخاص قد يبدون، على الورق، كأصحاب المواهب الناشئة: محترفون يتمتعون بمهارات شخصية قوية، وتقنيات تعاون جيدة، ومهارات تقنية أو صناعية ذات صلة، وفهم متزايد للذكاء الاصطناعي.

نتيجة لذلك، يحتاج أي شخص يبحث عن وظيفة جديدة في سوق العمل المستقل أو غيره إلى مزيج قوي من المعرفة التقنية ومهارات التفكير النقدي وحل المشكلات. ويجب أن تكون قادرًا على إيصال كل هذا بإيجاز في مقابلة عمل أو من خلال ملفك المهني.

4. العمل عن بُعد يخلق فرصًا ومنافسة

عندما تجد وظيفة ترغب في التقدم إليها، غالبًا ما تكون المنافسة أشد من ذي قبل. مع وجود العديد من الشركات التي توظف موظفين عن بُعد، قد تواجه منافسةً بين الكفاءات من جميع أنحاء العالم، مقارنةً بالكفاءات الموجودة في مدينتك.

ومن الناحية الإيجابية، يعني هذا إمكانية التقدم لوظائف في مواقع أوسع خاصة في سوق العمل المستقل، دون القلق بشأن تكاليف الانتقال.

5. إنه سوقٌ لمديري التوظيف

يستغرق مديرو التوظيف وقتًا أطول لاتخاذ قرارهم عند شغل أي وظيفة. وتتوخى الشركات الحذر لأنها تعلم أنها تستطيع الانتظار حتى تجد “الشخص المناسب تمامًا”، حتى لو كان ذلك يعني ترك الوظائف شاغرة لأشهر. وقد كشف استطلاع رأي حديث أن 93% من مديري التوظيف يجدون أن عملية التوظيف تستغرق وقتًا أطول الآن مما كانت عليه في عام 2023.

إعادة النظر في العمل: من البحث عن وظيفة إلى تسويق مهاراتك

إذا كان مشهد التوظيف اليوم قاتمًا، أو كنت ببساطة قد سئمت من عناء البحث عن وظيفة، فقد حان الوقت لتغيير الوضع. بدلًا من سؤال “من سيوظفني؟”، ابدأ بسؤال “ما هي المشاكل التي يمكنني حلها، ومن يحتاج إلى مهاراتي؟”

لعقود، كان هناك مسار واضح للنجاح المهني: الحصول على وظيفة بدوام كامل مع مزايا، والولاء للشركة، والارتقاء الوظيفي. لكن هذا النموذج يفقد زخمه. فبين تقليص حجم الشركات، والأتمتة السريعة، وعدم القدرة على التنبؤ بالوضع الاقتصادي، يدرك العديد من المهنيين أن وضع أمنهم المهني في يد صاحب عمل واحد أمر محفوف بالمخاطر.

يقدم سوق العمل المستقل بديلًا – بديلًا تكون فيه أنت المتحكم. فبدلًا من الاعتماد على وظيفة واحدة، يسوّق المستقلون مهاراتهم مباشرةً للعملاء الذين يحتاجونها.

كيف تدخل سوق العمل المستقل

هناك الكثير من قصص النجاح التي تدل على إمكانية خوض رحلتك داخل سوق العمل المستقل، خاصةً عندما تشعر أن المسارات التقليدية قد توقفت عن العمل.

ولكن إذا كانت الفكرة لا تزال صعبة، فحاول تقسيم العملية إلى خطوات أصغر. ليس عليك استيعاب كل شيء بين عشية وضحاها، ولكن يمكنك البدء ببناء مسيرة مهنية أكثر مرونة واستمرارية من اليوم. إليك الطريقة:

1. حدد مهاراتك الأكثر رواجًا

أولًا، قيّم ما تجيده. فكّر فيما يتجاوز المسميات الوظيفية، وركز على ما أنجزته بالفعل في الأدوار السابقة، أو الهوايات، أو العمل التطوعي.

مهارات مثل الكتابة، والتصميم، والبرمجة، والتسويق، وخدمة العملاء مطلوبة دائمًا. وكذلك نقاط القوة الأقل وضوحًا، مثل إدارة المشاريع، وتحليل البيانات، أو التدريب. المهارات الشخصية أكثر أهمية من المهارات العملية في سوق العمل اليوم. لدرجة أن المهارات الشخصية التقليدية، مثل التواصل، تُعتبر الآن “مهارات قوة” يمتلكها أكثر الموظفين والاستشاريين طلبًا.

2. أنشئ معرض أعمال

بعد ذلك، عليك إيجاد طريقة لعرض أعمالك ونتائجك على العملاء. إن أمكن، يُعدّ إنشاء معرض أعمال يضمّ مشاريعك السابقة التي أنجزتها لأصحاب عمل (أو في أدوار تطوعية) نقطة انطلاق ممتازة.

ولكن إذا كنت مبتدئًا أو لا تستطيع مشاركة أعمالك السابقة لأسباب تتعلق بالسرية، يمكنك إنشاء نماذج محددة تُظهر خبرتك. تُسهم دراسات الحالة وتقارير القطاع والعروض المرئية بشكل كبير في عرض النتائج التي يمكنك تحقيقها للعملاء.

3. انضم إلى منصة عمل مستقل

مع وجود العديد من الطرق للعثور على عمل مستقل، بما في ذلك من خلال شبكاتك المحلية وعبر الإنترنت، فإن الانضمام إلى سوق عمل مثل منصة نفذلي يُسهّل عليك بناء خطة مشاريعك. احرص على إنشاء ملف شخصي يُبرز نقاط قوتك، ويستخدم كلمات رئيسية ذات صلة، ويتضمن ملخصًا واضحًا وجذابًا لما تُقدّمه.

4. عزّز علامتك التجارية الشخصية

في الوقت نفسه الذي تُنشئ فيه ملفك الشخصي على منصة نفذلي، خصّص بعض الوقت لتحديث ملفاتك الشخصية الأخرى على الإنترنت أيضًا. من الجيد:

  • التأكد من تحديث ملفك الشخصي على LinkedIn، واحتوائه على عنوان رئيسي يعكس دورك الجديد كعامل مستقل.
  • تحديث حساباتك الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، وإنشاء ملفات شخصية احترافية لعرض أعمالك المستقلة.
  • الانضمام إلى مجموعات متخصصة على الإنترنت، حيث يمكنك الدردشة مع محترفين ذوي اهتمامات مماثلة، وتنمية شبكتك.
  • إنشاء موقع إلكتروني شخصي أو قناة على يوتيوب، حيث يمكنك نشر محتوى يُبرز خبرتك ومهاراتك.

5. فكّر على المدى البعيد

سوق العمل المستقل ليس مجرد حل مؤقت، بل يُمكن أن يكون خيارًا مهنيًا مستدامًا وطويل الأمد. إذا كنت مهتمًا بكسب عيشك كعامل مستقل، فتذكر:

  • تحديد أهدافك المالية، وتحديد المبلغ الذي تحتاجه للدخل.
  • تتبع تقدمك – ماليًا ومن خلال ملاحظات العملاء.
  • استمر في تعلم مهارات وتقنيات جديدة تُحسّن من طرق دعمك لعملائك.

مع استمرارك في بناء ملفك الشخصي كمستقل موثوق، ستواصل التحكم بوقتك ودخلك ومستقبلك المهني.

اجعل سوق العمل المستقل طريقك للتقدم

قبل كل شيء، تذكر أنك لستَ بحاجة إلى معرفة كل شيء لدخول سوق العمل المستقل. ما عليك سوى اتخاذ الخطوة الأولى – ونفذلي منصة رائعة للقيام بذلك. ابدأ بإنشاء حساب نفذلي الخاص بك واستكشف فرص سوق العمل المستقل في مجالك.

خالد سكر

كاتب وصانع محتوى - شغوف بتقديم محتوى يليق بمجتمعنا العربي.

وظف أفضل المستقلين لانجاز أعمالك
أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

منصة نفذلي هي منصة عربية تساعد رواد الأعمال وأصحاب المشاريع على الوصول إلى أفضل المستقلين المحترفين من مطوري المواقع، تطبيقات الجوال، مصممي الجرافيك والهوية البصرية، الموشن جرافيك، صناعة المحتوى الى محترفي التسويق الإلكتروني وغيرها من التخصصات في شتى المجالات، لتوظيفهم عن بعد وطلب خدماتهم بسهولة. كما تساعد المبدعين على تقديم خدماتهم وإنجاز المشاريع في التخصصات السابقة مع ضمان كامل حقوق الطرفين.

تابعنا